أفاد مراسل الجزيرة بأن البحرية الإسرائيلية هاجمت أسطول الحرية بدعم جوي، مشيرا إلى أن جميع النشطاء موقوفون حاليا. وقالت وسائل إعلام تركية سقوط شهيدين و30 جريحا جراء هذا الهجوم.
وكان المراسل أفاد قبل ذلك بأن قوارب حربية إسرائيلية اقتربت من "قافلة الحرية" في عرض البحر، وطلبت من قبطان السفينة التعريف بهويته وهوية مركبه.
وقال المراسل إن السفينة التركية تتقدم القافلة التي هددت إسرائيل باعتراض سبيلها قبل وصولها إلى غزة.
ونقل مراسل الجزيرة في ميناء أسدود تحركات كثيفة لسلاح البحرية الإسرائيلية استعدادا لمنع وصول الأسطول إلى سواحل غزة، حيث من المتوقع أن تصل السفن في حدود العاشرة من صباح اليوم الاثنين.
وكان أسطول الحرية قد انطلق من المياه الدولية قبالة السواحل القبرصية باتجاه قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على سكانه منذ نحو ثلاث سنوات.
وتحمل سفن الأسطول الست نحو 650 متضامنا من عدة دول، إضافة إلى نحو عشرة آلاف طن من المساعدات الإنسانية الموجهة إلى سكان غزة، ومن المتوقع أن تصل إلى قطاع غزة في حدود الساعة العاشرة من صباح غد إذا لم تعترضها إسرائيل.
كل السيناريوهات
وقال مراسل الجزيرة عباس ناصر، المرافق للأسطول، إن منسقي مختلف السفن الست عقدوا اجتماعا واتفقوا فيه على خطة سيرهم، مشيرا إلى أنهم سيتوقفون في نقطة تجمع أخرى قبيل الوصول إلى المياه الإقليمية لقطاع غزة.
وأضاف أن المتضامنين الموجودين على متن الأسطول يتوقعون كل السيناريوهات، واتفقوا على ألا يوقعوا أي وثيقة يقدمها لهم الإسرائيليون إذا ما اعتقلوهم، وألا يتجاوبوا مع السلطات الإسرائيلية، وأن يكتفوا بالتعريف بأشخاصهم وبجنسياتهم وجوازات سفرهم، وينتظروا الاتصال بهم من سفارات دولهم في إسرائيل أو من منظمات حقوقية.
ومن جهته أكد مراسل الجزيرة وليد العمري -الذي كان يتحدث من ميناء أسدود- أن السلطات الإسرائيلية مصرّة على اعتقال كل من على متن السفن بقرار من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك، وأنها كلفت بذلك وحدة خاصة في سلاح البحرية، ونشرت زوارق ومروحيات تجوب السواحل بين أسدود وغزة.
وأعلنت إسرائيل السواحل المقابلة لغزة منطقة عسكرية مغلقة، وتعتزم نقل المتضامنين إلى ميناء أسدود تمهيدا لطردهم إلى بلادهم باعتبارهم مهاجرين غير شرعيين، واعتقال من يرفض التعريف بنفسه والتوقيع على تعهد بعدم العودة.
ولخص قائد البحرية الإسرائيلية إليعازر تشي ماروم ما أنيط بقوة الكوماندوز المعدة لقطع الطريق على السفن في عرض البحر، بقوله "لدينا مهمة علينا تنفيذها، وهي منع الأسطول من الوصول إلى قطاع غزة".
وبدوره أوضح رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة حصار غزة جمال الخضري أنه من المفترض أن تنتظر السفن في المياه الدولية على بعد 30 ميلا بحريا عن المياه الإقليمية حتى فجر يوم غد الاثنين ثم تنطلق باتجاه شواطئ غزة.
وأضاف الخضري أن حركات التضامن مع غزة تعد لقوافل أخرى منذ الآن بغض النظر عما سيكون مصير أسطول الحرية، وأن هناك جهودا لإعداد رحلات أخرى حتى لو تم إيقاف هذا الأسطول.
وقال المسؤول الفلسطيني أيضا في تصريحات للجزيرة إنه "لم يعد أمام إسرائيل سوى حل وحيد، وهو أن ترفع الحصار عن قطاع غزة".
البحرية الإسرائيلية توعدت بمنع سفن أسطول الحرية من الوصول لغزة (الفرنسية)
مراجعة الحسابات
وأدان بيان صدر عن المتضامنين، الذين حاولت قبرص منعهم من المغادرة عبر موانئها، موقف الحكومة القبرصية الذي قالوا إنه ناتج عن ضغوط إسرائيلية، ووصفوا هذا القرار بأنه "خارج عن جميع الأطر القانونية".
وكان رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية المشرف على سفن الحرية أحمد أمين قال يوم أمس في تصريحات للجزيرة إن "إسرائيل ربما تكون قد بدأت تراجع حساباتها"، لأن الضغوط عليها ازدادت في اليومين الأخيرين، وربما تتراجع عن ضرب السفن واعتقال من فيها.
ونبه إلى أن المنظمين عرفوا من الإعلام أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يدعم الأسطول، وأنه طالب إسرائيل بعدم التدخل لمنعه من الوصول إلى هدفه.
من جهتها قالت "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" إن بعض سفن أسطول الحرية تتعرّض بين الحين والآخر لمحاولات إسرائيلية للتشويش على عملية الاتصالات بينها، وهو ما يتفق مع ما قالته مصادر إسرائيلية من أن الجيش الإسرائيلي يعتزم التشويش على البث المباشر للسفن.
وأفاد العضو المؤسس في "الحملة الأوروبية" أمين أبو راشد بأن السلطات الإسرائيلية تحاول التشويش على وسائل الاتصال اللاسلكي الذي يستخدم بين السفن، وذلك في إطار تحركاتها الهادفة لمنع الأسطول من الوصول إلى هدفه.
وقال إن ذلك يبدو محاولة من إسرائيل للتأثير على ممرات سير السفن المحددة مسبقا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الفنيين على متن السفن يحاولون تجاوز تلك الإشكاليات.