المواجهة الإسرائيلية الأخيرة انتهت بنصر لم يكن يحلم به منظمو القافلة
إن المواجهة الإسرائيلية مع منظمي القافلة انتهت بنصر لم يكن يحلم به هؤلاء، إذ أصبح الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة في مركز اهتمام العالم، وتزايدت الدعوات الدولية لإنهائه بعد تراجع اهتمام العالم به مؤخرا..
تناول كبير مراسلي صحيفة الاندبندنت البريطانية، باتريك كوكبيرن، في عدد اليوم، الحملة الإعلامية التي شنها الكيان الصهيوني، للدفاع عن العملية الإسرائيلية ضد القافلة، وقال إن نزعة التشكيك لدى الإسرائيليين بقدرات جنرالاتهم وساستهم تراجعت خلال العقود القليلة الماضية، ولذلك يشعرون الآن بالحيرة والدهشة وهم يرون أن جميع الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها إسرائيل خلال هذه العقود انتهت بالفشل ودون تحقيق مكاسب سياسية، منذ حرب أكتوبر 1973م، وانتهاء بالهجوم على سفن قافلة الحرية.
ويقول الكاتب إن المواجهة الإسرائيلية مع منظمي القافلة انتهت بنصر لم يكن يحلم به هؤلاء، إذ أصبح الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة في مركز اهتمام العالم، وتزايدت الدعوات الدولية لإنهائه بعد تراجع اهتمام العالم به مؤخرا.
كما أدى الهجوم إلى توتر العلاقة بين إسرائيل وتركيا، إلى درجة يصعب إصلاحها، وعزز موقع حركة حماس التي تدعي إسرائيل أن الحصار يهدف إلى إضعافها، والتبريرات التي ساقتها إسرائيل عقب العملية كانت مضحكة.
لكن المشكلة الحقيقية، حسب الكاتب، أن لا أحد يصدق الدعاية الإسرائيلية، كما يصدقها الإسرائيليون، حيث يظهر المسؤولون الإسرائيليون على شاشات محطات التلفاز وهم يتحدثون دون تلعثم، لكن الواقع أن حملات العلاقات العامة التي تشنها إسرائيل هي أكبر مكامن ضعفها، لأنها تشوه إحساسها بالواقع حينما يتم تصوير الهزائم والفشل وكأنها انتصارات ونجاحات.
في حين تساءلت صحيفة "الجارديان": بعد الهجوم هل سيتغير شيء على أرض الواقع، أم أن النسيان سيطوى ذكرى القتلى الذين سقطوا وهم يسعون إلى فك الحصار عن غزة، كما طوى النسيان مقتل راشيل كوري وتوم هاريندال وجيمس ميلر؟
الدلائل الأولية ـ تضيف الصحيفة ـ مثيرة لليأس ولا تبشر كثيرا، فالمبادرة المصرية لفتح معبر رفح للأغراض الإنسانية، ذات أهداف سياسية، لأن ما تحتاجه غزة ليس المساعدات الإنسانية فقط، بل ما حملته السفن من مواد مثل الحديد والاسمنت، ليتمكن سكان غزة من إعادة إعمار المنازل التي دمرتها الآلة العسكرية الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على القطاع.
وتحدثت الصحيفة عن موقف إدارة الرئيس الأمريكي، باراك اوباما، من مشروع البيان الذي تقدمت به تركيا إلى مجلس الأمن، ويدعو إلى إدانة الهجوم الإسرائيلي الذي يمثل انتهاكا للقانون الدولي، ويطالب بإجراء تحقيق مستقل تقوم به الأمم المتحدة وتقديم المسؤولين عن الهجوم إلى العدالة.
فماذا فعلت إدارة اوباما، الذي وعد بفتح صفحة جديدة مع شعوب المنطقة؟ لقد عادت إلى أسلوبها القديم عبر الالتفاف على المطالب التركية العادلة، وتغيير نص المشروع، بحيث تم استبدال عملية إطلاق النار بكلمة "أعمال"، وتوزيع المسؤولية عما جرى بين النشطاء وإسرائيل.
وتحذر الصحيفة الإدارة الأمريكية من نتائج سياستها في المنطقة، لأن الشعوب الإسلامية لن تأبه بكلمات اوباما لو خاطب هذه الشعوب مرة أخرى، ولا يجب أن تلوم الإدارة الأمريكية أحدا بل نفسها.