رام الله:مناقشة مستقبل النظام السياسي الفلسطيني
بمشاركة أكثر من عشرين شخصية أكاديمية وسياسية فلسطينية ومن كافة ألوان الطيف السياسي الفلسطيني، نظم مركز دراسات المستقبل الفلسطيني- جمعية منتدى المثقفين،
ورشة عمل بؤرية حول الانتخابات ومستقبل النظام السياسي الفلسطيني، وذلك في قاعة فندق روكي بمدينة رام الله.
من جانبه أشار رياض شريم المدير العام للمركز إلى أن "ورشة العمل هذه تهدف إلى المساهمة في تقديم رؤية أفضل لمستقبل الشعب الفلسطيني من خلال تقديم جهود بحثية جادة ومعمقة ومهنية – والاهم جماعية- تعمل على تعزيز صناع القرار وزيادة خياراتهم وخيارات الشعب الفلسطيني، ومن خلال المساهمة في تعميق الحوار المدني بين مكونات الطيف الفلسطيني وتعزيز قواعد الجدل الرفيع وتفعيل دور الأكاديميين والمثقفين في الحياة السياسية الفلسطينية".
ثم تم استعراض مكثف لثمانية أوراق عمل متخصصة تم إعدادها خصيصا للورشة من قبل باحثين أكاديميين ومثقفين.
حيث استعرض عمر سمحة، الوكيل المساعد في وزارة الحكم المحلي، فلسفة الحكم المحلي الفلسطيني كمدخل لاستشراف مستقبل النظام السياسي الفلسطيني ، وآفاق تطور هذا النظام في ظل خصوصية الحالة الفلسطينية .
ثم استعرض الدكتور سلمان سلمان، أستاذ الفيزياء النووية العلاقة بين الوضع والنظام السياسي وممارسة الديمقراطية في فلسطين ومستقبل الوضع السياسي وبدائل وخيارات إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي ومؤثرات واقع الحال.
تلاه الدكتور يحيى جبر الرئيس المؤسس لمجمع اللغة العربية الفلسطيني الذي تطرق لفكرة المؤتمرات الشعبية والحراك الشعبي كمدخل لإعادة تأسيس النظام السياسي الفلسطيني .
الباحثة والناشطة المجتمعية صفاء برغوثي، قدمت رؤية لحل إشكالات النظام السياسي الفلسطيني بالاستناد إلى وثيقة الوفاق الوطني ومن خلال تنظيم مؤتمرات مصالحة شعبية في كافة مواقع الوطن.
تلاها الدكتور محمود الرمحي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي استعرض قضية الشورى في الفقه الإسلامي ولدى حركة حماس وأسباب أزمة التجربة الانتخابية عام 2006 ، مقدما مقترحات للخروج من المأزق السياسي الراهن من خلال الحوار الوطني الشامل وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتهيئة الأجواء لانتخابات تشريعية ورئاسية .
عبد العزيز عرار، الباحث والمتخصص في التاريخ الفلسطيني الحديث، تطرق في ورقته إلى الانتخابات البلدية كاستحقاق شعبي وضرورة احترام نتائج الخيارات الشعبية الجماعية التي تقوم على استفتاء شعبي حقيقي .
تلاه الباحث والناشط النقابي منذر مشاقي الذي شخص مكونات الأزمة الفلسطينية، مقدما عدة سيناريوهات محتملة للخروج من الأزمة.
واختتم الباحث فؤاد الخفش، مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى، استعراض أوراق العمل، بتقديم تحليل للواقع الفلسطيني وآليات الخروج من الأزمة الراهنة من خلال مشاركة الجميع في إنشاء نظام سياسي فلسطيني قادر على الاستجابة للتحديات الكثيرة التي تواجه الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.
وقد تم خلال ورشة العمل البؤرية فتح باب نقاش جماعي مع الحضور حيث تحدث أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د. باسم الزبيدي عن واقع النظام السياسي الفلسطيني، موضحا "وجود تعثر في الخطاب السياسي لطرفي النزاع في النظام السياسي الفلسطيني حركتي فتح وحماس ، حيث واجهت حركة فتح مشكلة داخلية تمثلت بعدم قدرتها على قيادة الشارع الفلسطيني في ظل التحديات القائمة ووجود حركة حماس ، إضافة إلى عثرة أخرى تمثلت في سياسات الحكومات الاسرائيلية تجاه مسار مفاوضات السلام وفي الجهة الأخرى فان حركة حماس واجهت عثرة أخرى في المزاوجة بين مشروع المقاومة والسلطة ، إضافة إلى مواجهتها لازمة اختلال البرنامج السياسي مع حركة فتح".
وأشار الزبيدي إلا أن "حماس وقعت في ذات المأزق التي أرادت أن تخرج الفلسطينيين منه ، حيث وقعت حماس في معضلة تناقض الحكم والمقاومة ، ولم تستطع المزاوجة بينهما ، افقد الدخول في تفاصيل الحكم والسلطة البعد المقاوم الكثير من مضمونه". وطالب الزبيدي حركة حماس "بتوضيح رؤيتها والبعد عن الضبابية والرمادية في الطرح السياسي".
التشديد على أهمية أن يأخذ المثقفون والأكاديميون دورهم بالمجتمع
كما شارك الحضور بنقاش جماعي حول موضوع أزمة النظام السياسي الفلسطيني ومواضيع أوراق العمل قدمها الحضور.
وأشار مؤيد عفانة منسق المشاريع في مركز دراسات المستقبل الفلسطيني إلى أن ورشة العمل هذه تأتي تحقيقا لرؤية ورسالة المركز والمتمثلة في توفير فهم مختلف للصراع في فلسطين .. أساسه النقد الواعي وعتاده التحليل الهادئ العميق وآفاقه المساهمة في تقديم البدائل لصناع القرار ، من خلال المساهمة في تعزيز الدراسات النقدية والتحليلية الجادة المتعلقة بالقضية الفلسطينية بشكل أساس ، والالتزام بقواعد المهنية في العمل البحثي.
وشدد عفانة على أهمية دور الأكاديميين والمثقفين الفلسطينيين الريادي في لعب دور أساسي لتقديم الأفضل للشعب الفلسطيني وبما يليق بنضال وتاريخ الشعب الفلسطيني الحافل بالتضحيات.
أما خالد جبر رئيس جمعية منتدى المثقفين والمشارك في الورشة فقد أوضح بأن مشروع مركز الدراسات والأبحاث يأتي ضمن أهداف جمعية منتدى المثقفين منذ تأسيسها من اجل إتاحة الفرصة للأكاديميين والمثقفين الفلسطينيين للعب دور أساس في النظام السياسي الفلسطيني والنسيج الاجتماعي ، ومن اجل كسر حالة الاستقطاب الحاد الذي يعاني منه المجتمع الفلسطيني، مضيفا بأن هذا النشاط باكورة سلسة نشاطات تهدف إلى تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني في الحياة السياسية اعتمادا على منهجية علمية قائمة على الموضوعية والحياد والتجرد واحترام الرأي والرأي الآخر.