عدد المساهمات : 175 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 العمر : 26
موضوع: محطات ضبط النفس الإثنين يوليو 05, 2010 10:38 am
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أما بعد .....أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسطر في هذه الرسالة المتواضعة بعض من تجاربي الواقعية مع ترويض النفس البشرية في التأقلم على الحياة وعيشها بحلوها ومرها وكذلك من أسباب السير على النجاح بإذن الله
المحطة الأولى:
لنتخيل أحبتي في الله إن النفس كالطفل الصغير إن تركته يتطلب وأنت تنفذ فسيكون الأمر هكذا حتى يكبر بل ويتطور الأمر ليطلب مطالب كبرى
مثال :
طفل صغير مدلل اعتاد على أبويه بطلب مطلب صغير كلعبه يستمتع بها فيحطمها يطلب للمرة الأخرى لعبه وهكذا حتى يكبر وهو يطلب مطالب تتفاوت بالحجم كل ما كبر طلب شيء اكبر فإذا قدر الله وشاء مر الأبوين بازمه ماليه هل تتوقع من ذلك الطفل سيتوقف عن مطالبه ؟ كلا بل سيجبر أبويه على تحقيق مطالبه ولو احتاج الأمر لأخذ سلفه ماليه (دَين) ولو اعترض احد الأبوين على عدم تحقيق هذا المطلب سيكون الأمر عكسي فلذلك سيحتاج الأمر لجهد جهيد وحزم حتى يعتاد هذا الابن على هذا الأمر وربما تبؤ المحاولات بالفشل لأسباب سنذكرها لاحقاً .
لذلك فالنفس البشرية التي اعتادت على أن تقود صاحبها ولا يقودها فسيظل إمعه يتبعها وليس لديه أي سيطرة على كبح جماحها (فالسيارة التي تعطلت فراملها أثناء سرعه قويه لا تستطيع إيقافها فمهما كبست على فراملها فلن تستطيع السيطرة عليها لتنجو من خطر الحوادث فالأمر مصيره إلى الهلاك) فالنفس تحتاج للترويض فمهما تمكنت من شيء لا نقول هذا الأمر قد اعتدنا عليه لا نستطيع بل نستطيع فكلمة لا نستطيع فلنحذفها من الفكر بالأساس.
فلو تركنا للنفس تسيطر بنا ستتقدم القافلة ونحن مازلنا نقف في نفس المكان الذي توقفنا معها فيه .
فلذلك سنبدأ بخطوات نغير بها زمام الأمور ونقود أنفسنا بدلاً من قيادتها لنا .
المحطة الثانية:
أولا: لنختار هدف معين لنجعله الأساس حتى نبني عليه الخطوات
مثال :
هدف الطفل الصغير الوصول للعبه وضعت على سطح مرتفع ماذا يفعل
1-يحاول رفع يده لأخذها فإن لم يصل لها
2-يقف على أصابع رجليه ليصل فإن لم يصل
3- يذهب لأحد أبويه أو من هو اكبر منه فيمسك بيدهم ويسحبهم إلى المكان المحدد فان امتنعوا عن جلبها له فإنه لا ييأس
4- يأتي بكرسي فيسحبه للمكان المحدد ثم يصعد ليقف عليه ويأخذ لعبته وها هو امسك بلعبته بين يديه وهو سعيد مبتسم
نعم عانى وواجهه الصعاب وحاول بعدة محاولات حتى وصل لهدفه فهو ذاق حلاوة الوصول للأمر المطلوب
إذا فالحياة لا تخلو من الصعاب فإذا فشلت مرة أو مرتين لا تتوقف بل استمر حتى تتذوق حلاوة النصر وطعم النجاح.
هل تتوقع نجاح هذا الطفل بعدة المحاولات فقط لا غير ؟
كلا بل لازم ذلك إصرار وعزيمة بالنفس للوصول للهدف مهما كلف الأمر وبلغت الأسباب
لذلك أول التغييرات
المحطة الثالثة:
ثانيا: تغيير الأفكار السلبية الهدامة واستبدالها بالأفكار الايجابية البناءة
اعتادت نفسي على الرفض والقبول وأنا امشي معها لا أقول لها هذا لا وهذا نعم بل تركتها تفعل ما تشاء وللأسف دوما تشكو من اليأس والإحباط والضيق والنكد والخوف وتحكم على الشيء قبل الشروع فيه بالفشل نعم وكل ما قالت كلا سنفشل لا تتقدمين قلت نعم سنفشل لم أعارضها قط ولم أجرب ذلك يوماً ما فقضيت سنوات عمري وأنا اردد معها كلمة الفشل في جميع أموري سواء طرقت الأبواب أو لم اطرقها فمكثت اقضي الليالي بدموع ساخنة يعتصرني الألم معها لا أحس بطعم للحياة لا أريد استقبال الناس لا أريد السعي طلباً للرزق ليس لي رغبه بالطعام ولا بالشراب
إحداهم تتوظف واجلس بين الجدران اندب حظي فلانة وفلانة توظفن وأنا حظي نحس ليس لي حظ مثل غيري ...الخ
فنسيت أن هذه الأمور هي أرزاق مقسمه من الخالق عز وجل فلو قلت هذا هو رزقي ولو آمنت بقضاء الله وقدرة لارتاحت نفسي .
المحطة الرابعة :
نعم هو قضاء وقدر وأرزاق مقسمه لكن هل جاهدت نفسي وسعيت ؟؟ فلنقرأ إذا هذا الحوار
اجلس أنا ونفسي وأقول لها
أنا: أريد أن أكون موظفه. النفس: لا لا تذهبين ما احد بيوظفك . أنا : لما تحكمين علي بالفشل وأنا لم اذهب. النفس: أنتي عارفه حظك نحس وكل الأبواب مغلقه بوجهك. أنا : أفكر بما قالت . النفس: تتذكري يوم تخرجتي ما قبلتي بالجامعة تذكري يوم ذهبتي لمركز كذا وكذا وما وظفوك. أنا: أفكر بما تقول وأقول نعم صدقتي . هنا تركتها تتحدث ويا ليت حديثها بالنجاح بل بالفشل وتقيس الأمر الجديد على أمور أخرى . وادخل معها في متاهات الحزن والضيق والنكد والكآبة والدموع ...الخ
هل فكرت يوماً بجديه بماذا سينفعني الحزن والدموع؟
هل أتوقع انه في يومٍ من الأيام ستطرق الوظيفة باب غرفتي وتقول هيا يا أسيل قبلناك في مركزنا ؟؟؟
هل توقفي عن السعي سيحل لي أمراً ؟؟
هل فشلي في أمر معين أقيس عليه فشل أموري كلها ؟؟
هل لو ابتسمت ستنقلب الدنيا ؟
المحطة الخامسة:
الآن كما قلنا فيما سبق أولا: الهدف ثانيا: التغيير في النفس
فهدفنا الآن كمثال :
النحافة
أنا نحيفة جداً ونفسي تتقبل طعام ولا تتقبل طعام أخر وأحيانا من مجرد رؤية شكل الطعام نفسي ترفضه تماماً ولا حتى مجرد التفكير في تذوقه فانا أريد أن أصل لوزن مثالي وأريد جسم متناسق لا هو بالوزن الزائد ولا بالنحافة المفرطة التغيير: أنا : أريد كسب وزن مثالي فنحافتي لا تعجبني. النفس : لا يا أسيل اسمحيلي أنا ما اشتهي هالأكله ولا هذه ولا هذه. أنا: انتهيت من كلامك ؟ النفس: نعم أنا : يا نفسي تركتك كثير ترفضي ولم اقل لك لا ولو لمرة واحده . النفس: أسيل وش فيك ؟ أنا : اصمتي أريد أن أتكلم لا أريد مقاطعات منك أرجوك إوعديني أن تسمعي حتى انتهي. النفس: أسيل أسـ.. أنا: أرجوك النفس :حاضر يا أسيل أنا :شكراً أنا: اسمعي يا نفسي أنا أريد منك إعطائي فرصة لمدة أسبوع أتحكم فيك فقط لا غير لااريد أكثر من كذا وأريد خلال فترة ها لأسبوع تسمعين كلامي ولا تقاطعي ولا ترفضي أي شيء أنا أريده ونحن سنكون على تفاهم ايجابي لا سلبي إن شاء الله النفس: أسبوع يا أسيل لا أكثر. أنا : أسبوع فقط لا غير.