Admin Admin
عدد المساهمات : 175 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 العمر : 26
| موضوع: احذر من نقاط ضعفك!!! الإثنين يوليو 05, 2010 10:48 am | |
| هل تعاملت مع الإنترنت من قبل؟
أول ما ينبغي عليك الاهتمام به قبل أن تدخل إلى المواقع المختلفة أن تسأل نفسك : هل جهازي مُحَصَّنٌ ضدَّ الفيروسات التي يمتلئ بها الإنترنت أم لا؟ ليس مهماً ما إذا كان موقع الإنترنت يحوي فيروساتٍ أم لا .. ولكن المهم : هل جهازي قادرٌ على مواجهتها ؟ أم أنه مليءٌ بالثغراتِ التي تسمحُ لمن شاء باختراق نظامي.
القاعدةُ نفسُها صحيحةٌ في الحُبِّ والحربِ والسياسةِ والاقتصادِ والصداقات ..
القاعدة صحيحةٌ في كل مستوى من مستويات حياتك. الدولةُ القويةُ تُحَصِّنُ نفسَها ، ولا تسمحُ بثَغَراتٍ على حُدُودِها يتسللُ منها العدو.. والدولة الضعيفة هي التي لا تنتبه لحدُودِها إلا بعد أن تُختَرَق !!
حين طرق عمرُ الباب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ، وهو مشرك ، وهم مجتمعون بدار الأرقم ابن أبي الأرقم ، خشيَ ضعفاء الصحابة من بطشه ، غير أن أسد الله ورسوله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: إيذن له . فإن كان جاء يريد خيراً بذَلنَاه له، وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه. كان الصحابة مستخفين في الدار ، ولكن ذلك لم يكن يعني أبداً أنهم قابلون للاستضفعاف والمذلة .. حتى وإن كان من صنديد قريش. لم يكن المهم إذن قوة من يطرق باب الأرقم .. وإنما قوة من يعيشون داخل الدار. **********
وأنت .. ليست مشكلتك في " الآخر " الذي يريد استغلالك ، وإنما في " درجة تحصينك الداخلي " ضدَّ الاستغلال. الآخرون لا يدخلون إليك إلا من الثغرة التي تفتَحُها أنتَ لهم . وإذا جاءوا فوجدوا الأسوارَ عاليةً ، والأبوابَ مُحَصَّنةً يئسوا من الفَوزِ ، وانقلبوا خاسرين.
فما هي الثغرات التي ينبغي أن تتنبه لها حتى تحمي أسوار نفسك من الاستغلال ؟ هذه أهمها:
الجوع إلى رضا الآخرين عنك : أنت لا تريدُ أن تكون شخصاً بغيضاً يتَحَاشى الناس الجلوسَ معَه .. وأنا مَعَكَ في هذا. وتريد أن يذكُرَكَ الناسُ بالخيرِ في حياتِك وبعد مماتِك .. وأنا أيضاً معكَ في هذا . ولكن .. ماذا لو كان " رضا الناس عنك " هو غايةُ ما يشغلك؛ فأنت تُجَوِّد عملك من أجلهم . وتختار زوجتك من الأسرة التي يمكن أن تكتسب الثناءَ بارتباطِكَ بها. وتلبسُ ما تحدده الأهواءُ الشائعةُ حتى لو حرمَك ذلك من الراحة (هل رأيت شخصاً يلبس بدلة إفرنجية بربطة عنق خانقة ، في مدينة الرياض ، بعد الظهر ، في درجة حرارة تصل إلى الخامسة والأربعين .. وهو يظن أنه يعيش في أجواء لندن الربيعية ؟!!) .. وحين تفكر في بناء منزلٍ لك ولأبنائك يكون أول ما يشغلك: ماذا سيقول الناس عنه؟ وحين تختار لابنك الكُلِّيةَ التي يدرس فيها لا تهتم باختياراتِه ورغباتِه ؛ وإنما بما يزيدُ من وجاهتك بين الناس. أنت ببساطةٍ تدور مع الناسِ حيث يدورون، وقد تحوَّلَ " بحثُكَ عن رضا الناس " إلى "إدمانٍ" لا تشبعُ منه .. ولا ينتهي. المشكلةُ هنا أنك تضع نفسك تحت سيطرةِ الآخرين وتفقدُ التَّحَكُّمَ في عالمَِك. أنت تضبط نفسك على إيقاع من حولك .. وما أكثرَهم!! والثمن الذي ستدفعه هو : أن الآخرين هم الذين يعزفون لك، ويتحكمون في مسار انفعالاتك ورغباتك. ********** المُربِكُ في الأمر أنك تفرض على نفسك واجباتٍ معينةً تجاه الآخرين ، وتفترض أنت عليهم واجباتٍ تجاهك ؛ فأنت تحقق لهم كل ما يريدون لكي تحصُلَ على حُبِّهِم وتقديرِهم. غيَر أن ما يجري: أنهم يحصلون منك على ما يريدون ثم لا يمنحونك ما تريد !! يمكن للشخص المُستَغِلِّ أن يدخلَ إليكَ من هذه الثغرة ، فيهددكَ طيلةَ الوقتِ - بصورةٍ خفيةٍ - بحرمانك من التقدير، ونتيجةَ شعورك بهذا التهديد تفعل ما يريد. ولا يشيعُ هذا النمط في علاقاتِك الخارجيةِ فحسب ، بل يمتد إلى العلاقة بين الزوج والزوجة ، إذ يصبحُ خوفُك من تخلي الطرفِ الآخرِ عنكَ سبباً في إحكام سيطرتِه عَلَيك. لست أدعوك إلى أن تُشعِر زوجتك بالجفاء بدعوى استقلال الشخصية ، وأن تحرمها الحب لأنك تخشى أن تستغل حبك .. كن واثقاً أنك محتاج إليها.. وهي محتاجة إليك .. فليس في الكون غنيٌّ لا يحتاج إلى غيرِه إلا الله .. ولكنَّ الثغرة التي إن فتحتَها على نفسِك انهارَ الحب ، وتحوَّل إلى لعبة "المستَغِل والمستَغَل" أن تَشعُر بأنك ضعيف يبحث عن التقدير بأية وسيلة، حينها ستفقد الكثير .. ولعل أول ما يمكن أن تفقده "احترامها لك".
**********
الخوف من الصراع :
حين يرى المستغِلُّ خوفَك من الصراعِ والمواجهةِ، وميلَك إلى المسالمة بأية صورة سيوحي إليك أنك على وشك إثارة غضبه ، والدخول معه في صراع لا تستطيع الانتصار فيه، ويُثير خيالك لتفكر فيما يمكن أن يحدث لك إن غضب عليك، وربما شعرت بتهديد ما ستعانيه من ألمٍ ؛ فتتجنب الصراع بأن تبذل له ما يريد حتى لو كان ضد مصلحتك. ما الذي تفعله " القوى العظمى " مع " الدول الفسيفسائية " حتى تدور في فلكها . إنها لا تنقل إليها الجيوش .. ولا تهددها تهديداً ظاهراً إلا إذا بلغ السيل الزُبَى. الدولُ العُظمى تكتفي بأن توحي للدول الضعيفة أنها " ستغضب !! " إن هي خالفت ما تريد، وأن بحث هذه الدول عن الاستقلال إنما هو " نكران للجميل" ، ومحاولة الوطنيين فيها تحقيق رغبات الأمة " خللٌ في التفكير"!! وكلما كنت ضعيفاً كان تأثير الإيحاءِ الخيالي عليك .. كتأثيرِ الحقائقِ .. إن لم يكن أشَدَّ !!
********** ماذا يصنع صاحب العمل المُستَغِلُّ مع عُمَّالِه وموظفيه ؟ إنه يُشعِرُهم أن حياتَهم في شركته بكل ما فيها من اضطهادٍ واستعبادٍ أفضلُ ألفَ مرةٍ من خروجهم إلى العراء دون عملٍ ولا مال ، وكلما طالب أحدُهم بحقِّه لوَّح له بما يمكن أن يحدث إن أغضب مديرَه. ربما كنتَ موظفاً يعمل في شركةٍ على فترتين: لا تكاد تنتهي من الأولى حتى تداهمَك الثانية ، وأنت لا تجد الوقت الكافي للبقاء مع أبنائك ، لا تجد لحظات للتفكير في حياتك إلى أين تسير .. ثم لا تجد في نهاية الشهر إلا ما يسمح للثور أن يدور في الساقية !!
الخوف من " لا " : تعوَّدنا في أيام تنشئتنا الأولى على أنَّ من محاسن الأخلاق إجابةُ الداعي، وتحقيقُ مُرادِ المحتاج. وكانت نماذج الأجواد الذين لا يَرُدُّونَ سائلاً هي صورة الإنسان المثالي التي ينبغي أن نتبعها . وحفظنا قول الفرزدق في الإمام علي زين العابدين رضي الله عنه - والراجح عند أهل الأدب أنها ليست للفرزدق .. أو ليست في زين العابدين- : ما قال " لا " قط إلا في تشهده لولا التشهد كانت " لاءَه " " نعمُ " فأصبحت كلمة " نعم " دلالة على الكرم والفضل ، و" لا " دلالة على البخل والنقص.
ولكن .. ماذا لو طُلِبَ منك ما يُعارض مبدأك ؟ أو يفسد حياتك؟
حين أسلم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه امتُحن في أقرب الناس إليه : أمه . واستمع إليه وهو يقص قصته فيقول : " كنت رجلاً براً بأمي ، فلما أسلمت قالت : يا سعدُ ؛ ما هذا الذي أراك قد أحدثت ؟ لتدَعَنَّ دينك هذا أو لا آكلُ ولا أشربُ حتى أموتَ فتُعَيَّرَ بي ؛ فيقالَ : يا قاتلَ أمه . - لاحظ تركيزها على أهمية رضا الآخرين عليك ، وأنهم هم المعيار الحقيقي لقيمتك -. فقلت : لا تفعلي يا أُمَّه؛ فإني لا أدع ديني هذا لشيء . فمكثَت يوماً وليلة لم تأكل ، فأصبَحَت قد جَهِدَت . فمكَثَت يوماً آخر وليلةً لم تأكل فأصبَحَت قد جَهِدَت ، فمكثت يوماً وليلةً أخرى لا تأكل ، فأصبحَت قد اشتد جهدها. فلما رأيت ذلك قلت : يا أُمَّه : تعلمين والله لو كانت لك مائةُ نفسٍ فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني هذا لشيء ، فإن شئت فَكُلِي وإن شئتِ لا تأكُلِي. فأكلت.**********
قول " نعم " حبيب إلى القلب .. ولكن ، ينبغي أن تكون لديك إشارات هادية تحدد لك : متى تقولها ، ومتى تمتنع عنها. وإذا أجبت بـ " نعم " على ما لا تريد ، فستكون بين أمرين : إما أن تُكرِه نفسك على العمل فتتألم لشعورك باستغلالك ، أو تَعِد الناس بالوفاء ثم تُخلِف وعدَك .
وقد أنصف منصور الفقيه إذ قال : من قال "لا" في حاجة مطلوبـــة فما ظلم وإنما الظـــالم من يقول " لا " بعد " نعم " . ************
حين ترى المستغل ينفُذُ إليك من " طيبتك " لتوافق على كل ما يطلبه منك فدرٍّب نفسك على قول " لا ". وما أعزَّ قولَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يعجبُنِي الرجلُ إذا سِيمَ خُطَّةَ خسفٍ أن يقول بملء فيه " لا". تَخَيَّل شركةً يوافقُ مديرُها على كُلِّ خطابٍ يُرفَع إليه ؟ أو دولةً يقبلُ واليها كل ما يطلبُه جمهور الداخل والخارج ؟!! إن تصور النجاح لدولة أو شركة هذه حال قيادتها مستحيل ، وكذلك الأمر معك أنت.
افتقاد البوصلة: رأيت كثيراً من الشباب المتميز أصحاب المهارات ، الذين يعملون في وظائف تستنزف طاقاتهم لصالحِ صاحب العمل، وكنت أعجب من بقائهم في هذه الأعمال رغم قدرتهم الواضحة على أن يبدأوا عملهم الخاص، أو ينتقلوا إلى بيئة عملٍ أكثرَ احتراماً وتميزاً، وحين دققت النظر وجدت أن هؤلاء الشباب لم يكونوا يعرفون مقدار ما يملكون من موهبة -رغم أن من يستغلهم كان يعرف هذا جيداً- لأنهم افتقدوا البوصلة الهادية. ولن تمتلك بوصلتك ما لم تعرف : ماذا تملك من قدرات ، وإلى أين تتوجه أهدافك في الحياة.
إذا لم تعرف قدراتك ، وتحدد أهدافك فستظهر مهاراتك للجميع .. إلا أنت. وإذا لم تعرف ما تملك ، وتستثمره لصالحك ، فسيعرفه الآخرون ويستغلونك لصالحهم هم .. حتى لو كان ذلك ضدك. ابحث في نفسك عن قدراتك .. فإن أعجزك ذلك فاستنجد بالحكماء ممن حولك . ولا تتوقف عن التأمل والبحث فهو طوق النجاة.
الشك في القدرة : ف ي مراحل نمو الطفل المختلفة ينتقل شيئاً فشيئاً من " العجز " إلى " القدرة " .. يبدأ عاجزاً عن كل شيء : ثبات الرؤية ، استبانة الحديث ، الجلوس ، القيام ، إطعام النفس .. يبدأ طفل الإنسان عاجزاً عن غالب ما يمكن أن يمارسَه الإنسان !! والتربية السوية هي التي تنقله شيئاً فشيئاً إلى اكتساب المهارات الملائمة ، وكلما اكتسب مهارةً جديدةً اكتسب معها " ثقةً في القدرة على القيام بالعمل ". هل تعرف أصدقاء لديهم ضعفُ ثقة في أنفسهم ؟ أنا أعرف كثيرين كذلك. هل ثقتهم ضعيفة في أنهم قادرون على القيام .. أو الجلوس .. أو تناول الطعام .. أو فهم الكلام ؟ بالتأكيد : لا . لأنهم اعتادوا على " الثقة " في قدرتهم على هذا كله. إذن .. فمن أين جاءهم " ضعف الثقة " ؟ لأنهم لم يكتسبوا المهارات اللازمة للنجاح .. ولم يكتسبوا معها ما هو أهم : أن يثقوا في قدرتهم على النجاح. وصاحب هذا النمط يشعر أن كلَّ مَن حوله أقوى منه ، فيستمد القوة من التصاقه بالآخرين ، وهو يخشى أن يوكَلَ إلى نفسه لأنه ينظر إليها نظرة الاستضعاف ، ولذا فهو حريص على أن يتخذ الآخرون قراراتِه بدلاً منه لأنهم أحكمُ وأعلمُ وأقدرُ ، ولأنهم إن أخذوا قراراً عنه فسيعينونه فيه. صاحب هذا الداء قد يكون متميز القدرة واسع الحيلة .. ولكنه لا يرى ذلك في نفسه .. حتى لو رآه الجميع. صاحب هذا الداء يعاني من " قصور النظر " .. أو " عمى الألوان " .. وهو في حاجة سريعة إلى " نظَّارة ثقة " يبصر بها طاقاته على حقيقتها
| |
|